سقوط الطغيان في سوريا- ميلاد أمل جديد وبناء المستقبل

المؤلف: عبدالكريم الفالح10.02.2025
سقوط الطغيان في سوريا- ميلاد أمل جديد وبناء المستقبل

انقضت اللحظات بسرعة البرق، وكأنها ومضة حلم عابر. بعد أربعة عشر عامًا من الاستبداد والقمع، هوى نظام بشار الأسد في مشهدٍ مباغت لم يتوقعه أحد بهذه السرعة والحدة.

بلغت معاناة الشعب السوري أقصاها، وتوحدت الصفوف تحت لواء التغيير المنشود، متجاوزين الصعاب الجسام والعراقيل التي واجهتهم لعقود طويلة من الزمن.

مع تصاعد وتيرة الانتفاضات الشعبية وتوسع رقعتها في كل أنحاء البلاد، تجسدت الإرادة الشعبية الصلبة والقوية، وكانت أشد من أي وقت مضى. لم تكن هذه الثورة المباركة مجرد صرخة مدوية في وجه الظلم والاستبداد، بل كانت إعلاناً صريحاً عن ولادة وطن حر جديد، وطنٍ يعيد ترميم نفسه من تحت الركام.

في الأيام الأخيرة من حكمه البائس، بدا بشار الأسد معزولاً ومنفصلاً عن الواقع، تطارده أصداء أنين المظلومين وصور الضحايا الأبرياء. لم تعد الوعود الزائفة والتهديدات الجوفاء تجدي نفعاً، فقد انهار حاجز الخوف المذل، وشاع الإحساس بأن التغيير قادم لا محالة.

وبينما كانت دمشق الأبية تشهد لحظات تاريخية فارقة من الحشود الجماهيرية الهائلة، كانت المدن والقرى الأخرى تحتفل ببهجة غامرة بانتهاء حقبة حالكة وُصفت بأنها الأسوأ والأكثر قسوة في تاريخ سورية الحديث والمعاصر.

سقط النظام الجائر، ولكن العمل المضني والشاق بدأ الآن: بناء وطن حر ينعم فيه الجميع بالعدل والمساواة، وطن يضمد جراح الماضي الأليم، ويصنع مستقبلاً زاهراً ومشرقاً للأجيال القادمة.

اتحد الشعب السوري بمختلف طوائفه وأعراقه على هدف نبيل واحد، متجاوزين خلافات الأمس المريرة، ليرسموا معاً صفحة جديدة من التآخي والوحدة الوطنية، حيث أصبحت سورية رمزاً للأمل والتفاؤل في مواجهة التحديات الجسام، وعنواناً لإرادة الشعوب الحرة في تقرير مصيرها بأيديها.

ومع انطلاق مسيرة البناء والتعمير، تكاتف الجميع بروح الفريق الواحد لإعادة إعمار ما خلفته سنوات الحرب والدمار، حاملين في قلوبهم أحلاماً عريضة بوطن يحتضن جميع أبنائه دون تمييز أو تفرقة، ليكون نموذجاً يحتذى به في العدالة والكرامة الإنسانية.

وفي غمرة تلك الجهود المضنية، أدرك الشعب السوري أن التغيير الحقيقي والعميق لا يقتصر فقط على إسقاط نظام مستبد، بل يكمن في غرس قيم الحرية السامية والأمان والاستقرار والازدهار، ليصبح كل فرد جزءاً لا يتجزأ من نهضة جديدة شاملة تُعيد إلى سورية مجدها التليد.. مجداً جديداً خالداً ومستقبلاً مشرقاً يليق بعراقة الماضي العظيم وحيوية الحاضر المتجدد.

الخلاصة:

سورية.. الأبناء عازمون ومصرون على البناء والتعمير.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة